محمد رسول الله ﷺ

{من هو الرجل الذي بعث فينا..؟}

نَسبُ الرسول المصطفى ﷺ

إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أشرف الناس نسباً، وأكملهم خَلْقاً، وخُلُقاً، وقد ورد في شرف نسبه صلى الله عليه وسلم أحاديث صحاح؛ منها: ما رواه مسلمٌ: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الله عزَّ وجلَّ اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم».

اسم الرسول ﷺ بالكامل

وقد ذكر الإمام البخاريُّ -رحمه الله- نسب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: «هو أبو القاسم، محمَّد بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصَيِّ، بن كلاب، بن مُرَّةَ، بن كعب، بن لُؤَيِّ، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النَّضر، بن كِنانة، بن خُزيمة، بن مُدْرِكة، بن إلياس، بن مضر، بن نِزارِ، بن مَعَدِّ، بن عدنان». وقال البغويُّ في شرح السُّنَّة بعد ذكر النَّسب إلى عدنان: «ولا يصحُّ حفظ النَّسب فوق عدنان». وقال ابن القيِّم بعد ذكر النَّسب إلى عدنان أيضاً: «إلى هنا معلوم الصحَّة، متَّفقٌ عليه بين النَّسَّابين، ولا خلاف ألبتةَ، وما فوق عدنان مختلفٌ فيه، ولا خلاف بينهم: أنَّ عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام».

وقد جاء عن ابن سعدٍ في طبقاته: «الأمر عندنا الإمساك عمَّا وراء عدنان إلى إسماعيل». وعن عروةَ بن الزُّبير: أنَّه قال: «ما وجدنا مَنْ يعرف وراء عدنان، ولا قحطان إلا تخرُّصاً». وقال الذَّهبيُّ رحمه الله: «وعدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السَّلام بإجماع النَّاس، لكن اختلفوا فيما بين عدنان وإسماعيل من الآباء». لقد كان -وما زال- شرف النَّسب له المكانة في النُّفوس؛ لأنَّ ذا النَّسب الرَّفيع لا تُنْكَرُ عليه الصَّدارة، نبوَّةً كانت، أو مُلكاً، وينكر ذلك على وضيع النَّسب، فيأنف الكثير من الانضواء تحت لوائه، ولـمَّا كان محمَّد صلى الله عليه وسلم يُعَدُّ للنُّبوَّة، هيَّأ الله تعالى له شرف النَّسب؛ ليكون مساعداً له على التفاف النَّاس حوله.

إنَّ معدن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم طيِّبٌ، ونفيسٌ، فهو من نسْل إسماعيل الذَّبيح، وإبراهيم خليل الله، واستجابةٌ لدعوة إبراهيم عليه السلام، وبشارةُ أخيه عيسى عليه السلام، كما حَدَّث هو عن نفسه، فقال: «أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشارة أخي عيسى». وطيب المعدن، والنَّسب الرَّفيع يرفع صاحبه عن سفاسف الأمور، ويجعله يهتمُّ بعاليها، وفضائلها. والرُّسل، والدُّعاة يحرصون على تزكية أنسابهم، وطهر أصلابهم، ويعرفون عند النَّاس بذلك، فيحمدونهم، ويثقون بهم.

وممَّا تبيَّن يتَّضح لنا من نسبه الشَّريف، دلالة واضحةً على أنَّ الله -سبحانه وتعالى- ميَّز العرب على سائر النَّاس، وفضَّل قريشاً على سائر القبائل الأخرى، ومقتضى محبَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم  محبَّة القوم الذين ظهر فيهم، والقبيلة التي ولد فيها، لا مِنْ حيث الأفراد والجنس؛ بل من حيث الحقيقة المجرَّدة، ذلك؛ لأنَّ الحقيقة العربيَّة القرشيَّة قد شرف كلٌّ منها -ولا ريب- بانتساب رسول الله صلى الله عليه وسلم  إليها، ولا ينافي ذلك ما يلحق من سوءٍ، بكلِّ مَنْ قد انحرف من العرب، أو القرشيِّين عن صراط الله -عزَّ وجلَّ- وانحطَّ عن مستوى الكرامة الإسلاميَّة التي اختارها الله لعباده؛ لأنَّ هذا الانحراف، أو الانحطاط من شأنه أن يُوديَ بما كان من نسبةٍ بينه وبين الرَّسول صلى الله عليه وسلم، ويلغيها من الاعتبار.

زواج عبد الله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهبٍ، ورؤيا آمنة أمِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

كان عبد الله بن عبد المطلب من أحبِّ ولد أبيه إليه، ولـمَّا نجا من الذَّبح، وفداه عبد المطلب بمئةٍ من الإبل، زوَّجه من أشرف نساء مكَّة نسباً، وهي آمنة بنت وهبٍ ابن عبد مناف بن زُهرة بن كلاب. ولم يلبث أبوه أن توفِّي بعد أن حملت به صلى الله عليه وسلم آمنة، ودُفن بالمدينة عند أخواله بني «عديِّ بن النَّجار»، فإنَّه كان قد ذهب بتجارةٍ إلى الشَّام، فأدركته منيَّته بالمدينة وهو راجعٌ، وترك هذه النَّسَمَةَ المباركة، وكأنَّ القدر يقول له: قد انتهت مهمَّتك في الحياة، وهذا الجنين الطَّاهر يتولَّى الله -عزَّ وجلَّ- بحكمته ورحمته تربيته، وتأديبه، وإعداده؛ لإخراج البشريَّة من الظُّلمات إلى النُّور.

ولم يكن زواج عبد الله من آمنة هو بداية أمر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. قيل للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: ما أوَّل بدء أمرك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمِّي أنَّه خرج منها نورٌ أضاءت منه قصورُ الشَّام». ودعوة إبراهيم عليه السلام هي قوله: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آياتكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيْهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [البقرة: 129]. وبشرى عيسى عليه السلام كما أشار إليه قوله – عزَّ وجل – حاكياً عن المسيح عليه السلام: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَم يابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلـمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [الصف: 6].

وقوله صلى الله عليه وسلم: «ورأت أمِّي كأنَّه خرج منها نورٌ أضاءت منه قصورُ الشَّام». قال ابن رجب: «وخروجُ هذا النُّور عند وضعه إشارةٌ إلى ما يجيء به من النُّور؛ الَّذي اهتدى به أهل الأرض، وزالت به ظلمة الشِّرك منها، كما قال الله تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [المائدة: 15 – 16]. وقال ابن كثير: «وتخصيص الشَّام بظهور نوره، إشارة إلى استقرار دينه، وثبوته ببلاد الشَّام، ولهذا تكون الشَّام في آخر الزَّمان معقلاً للإسلام، وأهله، وبها ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام بدمشق بالمنارة الشَّرقية البيضاء منها، ولهذا جاء في الصَّحيحين: «لا تزال طائفة من أمَّتي ظاهرين على الحقِّ، لا يضرُّهم مَنْ خذلهم، ولا مَنْ خالفهم، حتَّى يأتي أمر الله وهم كذلك». وفي صحيح البخاريِّ: «وهم بالشَّام».

منقول(aljazeera.net)

يوم ميلاد الحبيب المصطفى ﷺ

فقد ضبط المؤرخون وعلماء السيرة تاريخ ميلاد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالنقل عن الرواة وبالحساب الفلكي.

قال المباركفوري: إنه ولد يوم الإثنين التاسع من شهر ربيع الأول عام الفيل ويوافق ذلك العشرين أو الثاني والعشرين من شهر أبريل سنة 571م حسبما حققه العالم الكبير والمحقق الفلكي محمود باشا.

وقد ذكر أكثر أهل السير أنه ولد يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وذكر بعضهم التاسع إلى الثاني عشر ولعل الاختلاف عائد إلى عدم ضبط الميلاد والتاريخ عند العرب في ذلك الوقت، فكانوا يؤرخون بالحوادث الكبرى ولم يكونوا يسجلون التاريخ، والذي لا شك فيه أنه صلى الله عليه وسلم ولد يوم الإثنين في ربيع الأول عام حادثة الفيل.

وأما قولك إن الشهور الهجرية عمل بها بعد الهجرة فهذا غير صحيح ، فالذي عمل به بعد الهجرة هو السنة الهجرية، وأما الشهور القمرية فكانت موجودة مع وجود القمر والشمس…

وكان العرب قبل الإسلام يعدون بها، وأسماؤها موجودة في لغتهم قبل الإسلام.

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ﴾.{التوبة: 36}

منقول(islamweb.net)


1 فكرة عن “محمد رسول الله ﷺ”

  1. Pingback: أركان الإسلام - blog.magachou.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top